كيف تعكس الكويت ثقافة العالم الغربي
مما لا شك فيه أن الكويت تنفتح بشكل صحيح على العالم الغربي خلال العولمة التي تسيطر على شعوب العالم العربي بصفة عامة. فكل دولة تسعى في تتبادل المعارف والثقافات مع الدول الغربية وغيرها من أجل أن تستفيد من خبراتها وتجاربها في مختلف المجالات العلمية والثقافية وفي مجال التعليم والتكنولوجيا والاقتصاد وغيرها. فمن لا يتعلم من أخطاء وتجارب الآخرين لا يتحلى بالحكمة التي تساعده على قيادة دولة كبيرة مثل الكويت، وينطبق ذات الأمر على كافة الدول الأخرى.
هناك وعي تام من قبل القيادة الحكيمة في الكويت منذ سنوات طويلة وحرص على تبادل الثقافات مع الدول المختلفة. ساعد ذلك على أن تنعكس ثقافة العالم الغربي في الكثير من الأمور التي نراها في الشارع الكويتي. فنحن ليس بصدد مقال سياسي أو اقتصادي، ولكن نتحدث عن العلاقة الاجتماعية وكيفية تأثر المواطنين الكويتيون في الكثير من الملفات بالأمور الجيدة من دول العالم الغربي. أولى وأهم هذه الأمور هو أن المواطنين منفتحين على الاستفادة بكل ما هو جيد من ذلك العالم الغربي من أجل تطوير مهاراتهم ومواكبة العالم الذي يعيشون فيه. إتباع الاتجاهات التي تطالب بمقاطعة الغرب هو أمر رجعي وغير مفيد على الإطلاق. فلا مشكلة في أن نأخذ من الغرب ما هو يناسبنا ونترك ما لا يناسب مجتمعنا العربي. هذا هو المعني المناسب والبسيط لمصطلح العولمة وتبادل الثقافات.
الكويت تعكس العالم الغربي
إذا نظرنا إلى الشارع الكويتي، سوف نرى التأثير الإيجابي للعالم الغربي في أنفس الشباب والمواطنين بصفة عامة. يظهر ذلك بشكل واضح في القطاع التكنولوجي حيث يملك الشباب الوعي الكامل بأهمية مواكبة التطور الهائل في التكنولوجيا ومعرفة الأمور المختلفة بهذا القطاع. يحرص مثلًا العديد من الشباب بالالتحاق بالمعاهد والكليات التي توفر دراسة القطاع التكنولوجي سواء في الكويت أو خارجها مثل كليات هندسة الإلكترونيات والحاسبات والمعلومات وغير ذلك.
في المدراس أيضًا يظهر اهتمام كبير بتوفير وسائل التكنولوجيا الحديثة وتدريب الطلاب منذ مراحل التعليم الأولى على التعود على استخدام الكمبيوتر، الإنترنت وكافة وسائل التكنولوجيا من أجل دراسة المحتوى التعليمي المقرر. من هنا يظهر نشأ مثقف وواعٍ بمختلف وسائل التكنولوجيا التي تسيطر على العالم في الوقت الحالي.
يبحث الشباب الكويتي بعد الانتهاء من الدراسة عن الوظائف الأكثر طلبًا في المستقبل والتي ظهرت في العالم الغربي في الوقت الحالي، وسيكون عليها طلب كبير في المنطقة العربية بصفة عامة. من أمثلة هذه الوظائف: المبرمجين، محللي البيانات، خبراء الأمن السيبراني، تطوير التطبيقات وغيرها.
لا يتوقف الأمر على مجرد قطاع التعليم والجامعات والوظائف، بل يتخطى الأمر لقطاع الترفيه. فالتكنولوجيا أصبحت جزء أساسي من الترفيه في حياة العديد من المواطنين في الكويت. فلم تعد أجهزة التلفاز هي الوسيلة الترفيهية الأولى، ولكن أصبح هناك منصات البث المباشر على الإنترنت والتي تقدم المحتوى الرقمي. ففي أي وقت وفي أي مكان من خلال الهاتف الجوال يمكنك مشاهدة المحتوى الرقمي عبر الإنترنت.
الألعاب الإلكترونية أيضًا تأخذ الكثير من الاهتمام في الشارع الكويتي. ساهم في ذلك توافر الأجهزة الذكية الحديثة والاتصالات الجيدة بالإنترنت. فلا يخلو هاتف ذكي من بعض الألعاب الإلكترونية، ويقضي الشباب بعض الوقت على مدار اليوم في الاستمتاع بهذه الألعاب.
نوعية الألعاب التي يفضلها الشباب أيضًا تأثرت بالثقافة الغربية، وأصبح هناك اتجاه كبير نحو العاب الكازينو اون لاين. يكون ذلك من خلال منصات مخصصة منها موقع 888 على الإنترنت. هذا الموقع يرحب باللاعبين من الكويت وغيرها من الدول العربية ويتيح لعملائه الترفيه عبر العاب الكازينو على الإنترنت. ما يزيد من شعبية الموقع هو أنه يقدم جوائز نقدية للمشتركين الجدد، ويقدم أيضًا جوائز نقدية عند الفوز في أي لعبة. هذا إلى جانب العديد من الخدمات الأخرى مثل الدعم الفني وتطبيق مخصص للهاتف الجوال.
الألعاب السحابية أيضًا أخذت طريقها نحو وضع قاعدة جماهيرية لها في الكويت، ولكن العاب الواقع الافتراضي هي من سبقت السحابية في ذلك. تجد بعض المستخدمين في الكويت يمتلكون نظارات العاب الواقع الافتراضي ويقضون بعض الوقت في الترفيه عبر هذه الألعاب.
أحد الملفات الأخرى التي تعكس مدى تأثر الكويت بالعالم الغربي هو قطاع الإنتاج السينمائي. فهناك العديد من الأفلام والمسلسلات العربية الكويتية التي حازت على إعجاب العديد من المواطنين. استفاد قطاع السينما والتلفزيون بالمؤثرات البصرية والمونتاج الذي يتم على الأفلام والمسلسلات الأجنبية واستخدامه بشكل جيد على المحتوى الرقمي الذي يقدمه لجمهور المشاهدين. هذا بدوره يساهم في تعزيز إيرادات السينما والتلفزيون ويعزز من الدور المحوري الذي يقوم به في التنشئة الثقافية والاجتماعية للأفراد.
ما ذكرناه هنا يؤكد أن الكويت تسير على الطريق الصحيح حيث تستفيد من دول العالم المختلفة بشكل عام والعالم الغربي بصفة خاصة من أجل تحقيق المزيد من التقدم والتطور في الملفات المختلفة. ليس كل ما هو غربي سيء، وليس جميعه غير مناسب لثقافتنا العربية. الكثير من الأمور الجيدة يمكن أن تساهم في تربية نشء وتثقيف المواطنين بما هو جيد مع اكتساب موهبة الحكم على ما هو مناسب وما هو غير مناسب